السبت، 31 مارس 2007

في قمة الرياض ... العرب شحذوا اسلحتهم "لولا" عشق السبايا



ما خفي كان أعظم... هذا ابلغ تعبير عما تسرب من أجندة سرية أقرتها القمة العربية في دورتها التاسعة عشرة التي احتضنتها عاصمة الدفء العربي ، الرياض. الأجندة كما رواها مصدر دبلوماسي رفيع المستوى، أقرت في الجلسة المغلقة أول أيام المؤتمر الثلاثاء الماضي، وفجرت تسريبات نشرت من تفاصيلها حالة ذعر في الأوساط السياسية والعسكرية الغربية.

وعزى مراقبون تحركات قطع عسكرية بحرية أمريكية وبريطانية وفرنسية وقطعان الجيوش الغربية الأخرى إلى سواحل المنطقة العربية إلى معلومات استخبارتية أكدت أن قمة الرياض ستكون قمة الحسم والفتح المبين .

وفي كلمات افتتح فيها القمة قال خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله أنه "لن نسمح لقوى من خارج المنطقة أن ترسم مستقبل المنطقة، ولن يرتفع على أرض العرب سوى علم العروبة"، وقال إن "أول خطوة في طريق الخلاص هي أن نستعيد الثقة في أنفسنا ، وفي بعضنا البعض، فإذا عادت الثقة عادت معها المصداقية، وإذا عادت المصداقية هبت رياح الأمل على الأمة"، وكانت هذه الكلمات المشفرة بحسب ما ترجمته أجهزة الاستخبارات الغربية بمثابة "الكود" لانبثاق فجر جديد على الأمة العربية والإسلامية.


وذكرت الأنباء ان الغرب حشد ترسانته البحرية باتجاه سواحل البحر الأبيض المتوسط ودخلت بارجات حربية عملاقة قناة السويس الى البحر الاحمر للتمركز على سواحل مصر والسودان والسعودية وتمركزت ايضا قبالة سواحل اليمن على بحر العرب بالإضافة إلى انتشار قطعتين من أضخم السفن الحربية الأمريكية على سواحل الخليج العربي ومضيق "هرمز" .

وقد ذكر المصدر ان القادة العرب قرروا في اجندتهم السرية إعلان استقلال القرار العربي من الهيمنة "الانجلوساكسونية" واعلان الوحدة العربية من "المحيط الهادىء الى الخليج الثائر" وهذا القرار يشمل ايضا إنشاء مجلس قيادة عسكرية موحد وتشكيل جيش موحد لكافة العرب ، وتقاسم ثروات العالم العربي بين الاشقاء وصك عملة موحدة لكل العرب وإزالة الحدود ومكافحة تجارة الحشيش والأفيون والخمور التي "تذهب عقول" الشعوب اليائسة من الذل والهوان العربي ، لأن المرحلة المقبلة ستكون مرحلة "الشعوب الصاحية والواعية" وليس "المسطولة والطفشانة " من الواقع .

وقال المصدر إن أكثر ما أثار سخط الحكومات الغربية اكتشاف دوائر الآثار في تلك الدول أن ترسانات الأسلحة التي خزنتها بعض الدول العربية منذ عقود في كهوف تحت الأرض وفي جوف الجبال وفي الأزقة الضيقة واعتقد الغرب أنها صدأت وأصبحت "انتيكات" جرى عليها الكثير من التطوير والتحديث وأصبحت أسلحة فتاكة إذا ما قامت حرب بين "الحضارات" أو ما يسمى حرب "الشمال والجنوب".

ونتيجة هذه الاكتشافات ، احتدم الجدل بين الأوساط السياسية والعسكرية الغربية من جهه وبين الأوساط الدينية اليمينية في تلك الجهة من الكرة الأرضية . فقد ألقى المتدينون باللائمة على المعسكر الاول (الحاكم في تلك الدول) بأنه لم يأخذ تفسير الآية القرآنية الكريمة: "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم.." محمل الجد في تعامله مع العرب والمسلمين .

وإنما اعتمد المعسكر الأول على مقولة: "أن هم العرب كاس ورقاصة وسيجارة"، وكانت النتيجة ترسانات سلاح متطورة وجيوش جسورة وجرارة تشكل "توازن الرعب" وإذا ما وقعت الواقعة فأنها ستأكل الأخضر واليابس ولن تقوم للعالم "الأول" قائمة إلى الأبد.

وما زاد الطين بله أن الاستخبارات البريطانية اكتشفت من خلال أقمار تجسسها أن الأسلحة التي صدرتها الى السعودية في إطار ما سمي آنذاك بصفقة "اليمامة” عام 1981 موجهه بشكل مباشر إلى تل أبيب وواشنطن وباريس ولندن وعواصم أوروبية أخرى . وتبلغ قيمة صفقة اليمامة حوالي 80 مليار دولار وأثارت جدلا واسعا في لندن وعواصم غربية أخرى لما شابها من اتهامات بالرشاوى والفساد طالت مسئولين غربيين وعرب.

وشكلت هذه الصفقة أرضا خصبة للنكات والطرائف في تلك الفترة وركزت على ان العرب يستوردون السلاح للاستعراض والفرجة ولن يستخدموه في اي حرب. بالمقابل كانت مؤسسات دينية ومراكز الضغط اليمينية هناك تحذر من مغبة إبرام صفقات سلاح مع العرب والمسلمين.

واستعرض المصدر الدبلوماسي بعض تفاصيل الأجندة السرية والتي اشتملت على إطلاق صفارة البدء – التي كانت تطلق دائما في سباقات الهجن – لثورة عربية شاملة تهدف الى تحرير كامل التراب العربي من الصحراء الغربية مرورا بدارفور والصومال الى جنوب السودان الى فلسطين كذلك تحرير لواء الاسكندرونة والجولان المحتل الى الجزر الاماراتية التي تحتلها ايران حتى الخليج العربي والجزر اليمنية التي يحتلها "صعاليك" ارتيرياٍ.

وأخطر ما في الأجندة ، والحديث للدبلوماسي الرفيع ، أن القادة العرب قرروا إعادة الفتوحات لإرجاع الأندلس الجريح ,واعادة أمجاد العرب بفتح أوروبا حتى جبال الألب وعقد صلح مع حاكم روسيا على قاعدة "أسلم تسلم أو ادفع بالتي هي أحسن" . تقدم بهذه الخطة الوفد المغربي الذي كان ممثلا بوفد "تخين" غاب عنه الملك محمد الذي كان مشغولا بإعداد الخطة وكان معني جدا "بضربة معلم" خلال القمة خصوصا ان المغرب كان دائما محل انتقاد عربي لتقصيرها في المشاركة حتى في بيانات الاستنكار والشجب التي سادت الأمة منذ أكثر من الف عام .

وأضاف المصدر أن المتحدث الرسمي المغربي تلى اثناء القمة قصيدة الشاعر العراقي الكبير محمد مهدي الجواهري:

فاضت جروح فلسطين مذكرا جرحا بأندلس للآن ما التأما
سيلحقون فلسطيناً بأندلـسٍ ويعطفون عليها البيت والحرم
ويسلبونك بغداد وجلقــة ويتركونك لا لحماً ولا وضما

وهنا انتفض الوفد العراقي –برغم ان تشكيلته تتكون من اولئك الذين اتوا على دبابات الاحتلال – وتبرأ من عمالته للمحتل وطالب بإرسال قوات عربية الى ارض الرافدين لتنظيفها من دنس الاحتلال الامريكي البريطاني الايراني ومن والاهم وإعادة العراق الى "الحظيرة" العربية.

كذلك طالب العراقيون بتحرير مناطق "الأهواز" التي تحتلها ايران. وهنا ، بحسب المصدر ، تلى الوفد العراقي ابيات من قصدة الشاعر العراقي مظفر النواب – الذي كان قبل يوم من قمة الرياض مطلوبا "ميتا" لدى جميع العواصم العربية- "وتريات ليلية" حيث يذكر فيها الأهواز وعروبتها:

من هرب هذي القرية من وطني!!
من ركب اقنعة لوجوه الناس وألسنة ايرانية!!!
من هرب ذاك النهر المتجوسق بالنخل على الاهواز
اجيبوا
فالنخلة ارض عربية
حمدانيون! بويهيون! سلاجقة! ومماليك
اجيبوا فالنخلة ارض عربية

وساد الصمت بين الحاضرين ، والكلام ما زال "للرفيع" ، وبعد دقائق دخل 22 رجلا بزي عسكري موحد ، علم فيما بعد انهم يشكلون قادة الجيش العربي الموحد ، يحملون معهم خرائط ووثائق . وأضاف المصدر ان المجتمعين كانوا يجهزون لهذا المخطط الأممي منذ سنين وما كانت الزيارات المكوكية المستمرة التي كان يقوم بها هؤلاء الزعماء لعواصم القرار العربي بدعوى مكافحة الارهاب ونشر السلام بين العرب وإسرائيل سوى "تكتيكات" تهدف الى تشتيت اعين اجهزة الاستخبارات الغربية عنهم. فكانوا يصلون الليل بالنهار للوصول الى استراتيجية عربية موحد للنهوض بالأمة وإعادة أمجاد وهيبة العرب والمسلمين ، كما ذكر المصدر.


وأضاف المصدر أن القادة سجلوا عتابهم على شعوبهم التي كانت تتهمهم بالفساد وتبديد المال العام على سفرات وجولات وسهرات وأملاك خاصة بينما كان الواقع انهم يعدون ما استطاعوا من قوة لتحرير الارض والانسان.

لكن إشكالية بسيطة فجرت خلاف بين المجتمعين ، بحسب المصدر ، حين طرح على جدول اعمال "إستراتيجية الفتح العظيم" قضية توزيع "السبايا" فتعنتر الجميع وكل واحد صار يغني على ليلاه ، فاختلف العرب وتفرق الصف وتشتت الشمل لكن اقتراح من العيار الثقيل اصاب الجميع بالذهول لدرجة أن البعض أصيب بنوبات قلبية من شدة الفرح وكأن الفرج جاء مع هذا المقترح السديد الذي نص على "أن يطلب العرب سبايا بالسلام وأن تلغى إستراتيجية الفتح بالقوة" ونال الاقتراح اجماع السادة .


بينما عبر المصدر الدبلوماسي عن دهشته لما آلت اليه القمة ، ذكر مصدر مسؤول ان الغرب نجح في دس كميات هائلة من دواء الفياجرا شديد التأثير في خزانات مياه مكان القمة وفي العصائر المقدمة للقادة وحاشيتهم مما افقد الحضور وعيهم السياسي واستبدلوه بوعي سفلي افقدهم قدراتهم العقلية التي تكورت بقدرة قادر ثم استقرت في منطقة "دنيا" ، يعلم الفلاحون في ارياف هذا العالم العربي أنه اذا "استؤصلت" فإن "المخصي" يصبح أكثر رشدا . ودمتم