هل سمعتم عن "مؤدية" بعض "الأغاني" التي تحدثت عن ذلك الحصان المسكين الذي بلغ حد "الانتفاضة" عندما "امتطته"؟ لست هنا اطرح سؤلا أتوقع الإجابة عنه ، لأني على يقين أن كثيرين مثلي لا يعرفونها لكنهم بالتأكيد سمعوا ما قالته ومن أجل "الفضول" و"الفضول" فقط قرروا ، مثلي، أن يشاهدوا "فاتنة الحصان" هذه.
مع أن القصة قديمة لكنها التصقت بالذاكرة "لغرابتها" . شاءت الصدفة أني شاهدتها تعرض على إحدى الفضائيات "المحترمة" قبل أيام ، وجلست أمام التلفاز وكلي شغف أن أرى تلك "القنبلة" بحكم حب "الإطلاع" كما أسلفت ، لكن "الإثارة" ما "انبست" حتى انطفأت حين بدأت أزلف بنظري "أسفلها" – أقصد شاشة التلفاز– الى أن وصلت "بعد حين" الى شريط الأخبار: انفجار قنبلة في سوق شعبي يودي بحياة 30 شخصا وسط بغداد ... انفجار قنبلة عنقودية من مخلفات الاحتلال يقتل ثلاثة لبنانين ... انفجار قنبلة يحصد 7 أشخاص معظمهم أطفال قرب مقديشو ... أنباء عن إعداد أمريكا "قنبلة قذرة مشعة" لضرب إيران ...
هنا أيقنت حجم المؤامرة التي تحاك ضد هذه الأمة
هذا الشريط الإخباري منبه "للضمير" وجالب "لوجع الرأس" ومعيق "للانفتاح" ورافع "للضغط" ، وبصراحة "همجي" جدا ، كله موت وكوارث و"خراب بيوت" . وأجزم أن من يقف وراء فكرته قوى "ظلامية" تتعمد طمس "مقدراتنا" وتهدف الى "انغلاقنا" و"تقوقعنا". إنه يرجعنا قرونا للخلف ويقمع "تحررنا" و يحرمنا من فرص الازدهار والتنمية ومتعة "اللهث" للحاق بركب العالم "المتقدم الحر". والغريب أنه ليس له علاقة بما تعرضه الفضائيات مما "لذ وطاب" من "ممنوعات" كانت لوقت قريب "سرية" ، تتداولها مقاهي "حقيرة" وأزقة "عفنة" ودور عرض "رخيصة" وخمارات "البؤساء" .
تظهر"هيفا وهبي" مع خبر العثور على 122 جثة مجهولة الهوية في أنحاء متفرقة ببغداد . تتابع فلما عربيا "ساخنا" وأثناء لقاء "حميم" بين "البطل و"البطلة" أو "البطل" و"أخر" والشريط الإخباري "أسفل" الشاشة يعرض مقتطفات من خطاب "بطل" تحرير جنوب لبنان السيد حسن نصر الله .
نشاهد برنامج شديدة "الحساسية" عن قضايا "مشبوهة" لها علاقة "بخلفيات" و"مقدمات" و"طول" و "أعراض" و"أحجام" تهم كل "المحرومين" و"الجائعين" و"المنحرفين" أيضا ، والشريط يلاحقنا: السلطات في بلاد "الله" تمنع المصلين من دخول المساجد بدون بطاقات هوية ممغنطة ... اعتقالات ومداهمات لمراكز تعليم القرآن ومصادرة أشرطة وكتب في مدينة "كذا".
تأتي مقدمة الطقس مسلحة "بإمكانيات" صعبة على من هم دون ال 30 عاما وكأنها أتت للتو من ورشة "سلكون" لتقرأ على مسامعنا النشرة الجوية، وذلك الشريط "اللعين" يبطىء من حركته لنقرأ جيدا: "تسونامي" جديد يضرب سواحل آسيا ويقتل المئات ويشرد الملايين ...
رجالا "محتشمين أنيقين شبعانين" ونساء "سافرات نصف مستورات" بابتسامات "بوتوكسية" يقدمون حوارات وفقرات "تثقيفية جدا" يحاولون إنقاذنا من "تخلفنا الحضاري" ، إلا أن شريط "النكد" مستمر ليحكي لنا عن مقتل طفل كل دقيقة جراء المجاعة في الصومال ... إصابات جديدة بإنفلونزا الطيور ... وفاة عدد من الأشخاص بالحصبة الألمانية ....
شباب بصحبة بنات يتشنجن على هيئة رقص ومطربون يؤدون "طرب هادف" على السرير وفي الحمام وتحت "الشور" وأحيانا في "الجاكوزي" ، "يتلامسون" و"يتمايلون" ، "يتحرشون" بصلب "الموضوع" لإيقاظ "مفاتننا المكبوته" وكأنهم يقولون لنا "هي حياة واحدة ... عيشوا"، لنفاجئ "بنذير الشؤم" يأتينا بخبر عاجل: زلزال يضرب جنوب إيران يقتل الآلاف ويمحى 10 قرى من الوجود.
هذا "الشريط" يقطع علينا "خلوتنا مع أنفسنا" ويبقى يصعقنا كالكهرباء ليوقظ فينا ما تبقى من "وقارنا" ... أوقفوه !!!
اقتراح تقني:
أقترح وضع الشريط الإخباري في الجزء العلوي من الشاشة ، لأن كثيرا من المشاهدين لا يرى ذلك الجزء ... والله من وراء القصد.