الأربعاء، 12 ديسمبر 2007

جدتي قالت لي...


نعم، هكذا بعض اصحابي صار "ممثلا للشعب" ، برلمانيا، تكرش حتى اصبح بلا رقبة، والبعض الأخر صار وزيرا "مرة واحدة" بالبرشوت نزل على "أم رأسنا" ، له سائق وسيارة وخفير بشنب "يقف الصقر عليه"، البعض الاّخر عُين سفيرا او مستشارا "أي شي يعني"، وبعض اصدقائي عُين مديرا لدائرة "يشخط ويشخط ويشخط حتى يشعر الناس انه موجود"، اللهم لا حسد، اللهم لا حسد.

بلد كلها قادة "ما في شعب".

أما انا بالذات فقد تم من دون كل الخلق استثنائي: رغم اني "مميز" ومواطن "صالح" (بشهادتي شخصيا) وملتزم ب"واجباتي الوطنية الموكلة إلي" وأقسمت ان اصون الدستور وأن أكون مخلصا للوطن و"لولي الأمر"، واذكر انني اجبرت على إعادة تلاوة القسم اربعة مرات (صعوبة في اللغة).

ماذا تقول عن رجل مثلي بكل هذا الإرث "الوطني" وما يزال مرميا بلا منصب رسمي "رفيع" أو "سمين" أو حتى "هزيل". أنا يا سادة "مهمل" من كل الإمتيازات التي "يلغُها" اصدقائي من لحم كتفي ، لا راتب رسمي لي ولا مياومات سخية ولا "امتيازات" من تحت الطاولة. ما هو شكل الرشوة!؟؟

يا سادة ليس العيب في شخصي ولا في "مقدراتي" ، كل ما في الأمر انني بلا حظ. فأنا يا سادة "مميز منذ الولادة" ، حتى ان جدتي (رحمها الله) قالت لي أنه في نفس يوم مولدي ، ساعة صرختي الأولى، كان هناك زفة وزير وأن جمعا غفيرا من المسئولين وسادة البلد تجمعوا طربا وسكرا وعربدة، على بعد امتار "فقط" من بيتنا ، فرحا بالوزير، ولحظة بكائي الأول. وقالت لي جدتي ايضا أن والدي يومها "حلق" لزفة الوزير فرحا في مولده الأول، وهنا استدركت الحجة أنني يوما ما سيحلق "ولي الأمر" لوزير ما في زمان ما ليعطيك منصبه.

لقد انتظرت 7 وزارات (بما أن عمر الوزير يجب ان لا يقل عن 30 عاما وأنا على مشارف الأربعين)، لكنهم استثنوني ، وهذا بحد ذاته مؤسف ومحزن وبغيض، ماذا أفعل؟ لن اكلمهم في أمري أو أذكرهم بنبوئة جدتي ولا حتى في فرح ذلك الوزير يوم مولدي، لن اضعف لهم ، اعلم انهم "حلقوا" لي في كل المناصب السابقة لأذهب لهم وأتملق وأقول كلاما معسولا أو اكتب بحبر مغشوش رائحته نتنة ، لست اقدر بعد هذا العمر أن أكون من كتبة السلطان ولا من حاشية الغربان. لست مناضلا ولا مجاهدا ولا حتي من سلالة ابن لادن ولا جيفارا (رائع هذا الأخير)، لعلها التربية والتعليم !؟؟

هذا لا يعني أنني بلا حلم ، فأنا انام أصلا لأحلم ، جميلة احلامي ، وكبيرة ، وعظيمة. كل يوم استيقظ بعد النوم منتشياً وفخوراً بأحلامي (هذا إن كنت قد نمت في ليل ذلك الصباح او المساء ، لأني قلبلا ما ارى الصباح).
آخر حلم لي، "خير اللهم اجعله خير" ، فقد حلمت أني رزقت بمولود جديد ويوم مولده كان هناك زفة وزير وأن جمعا غفيرا من المسئولين وسادة البلد تجمعوا طربا وسكرا وعربدة، على بعد امتار "فقط" من بيتنا ، فرحا بالوزير، ولحظة بكائه الأول. ويومها "حلقت" لزفة الوزير فرحا في مولودي الثاني، واستدركت "الحجة" أنه يوما ما سيحلق "ولي الأمر" لوزير ما في زمان ما ليعطيه منصبه.


وهكذا، فمن أصحاب ابني من أصبح وزيراً أوسفيراً أومستشاراً ، فقرر ابني إن تزوج ورزق بمولود أن يحلم بزفة "ولي الأمر" مباشرة، مع قدوم مولوده الأول ولحظة بكائه الأول.
هي وراثة .. ورب الكعبة!!!

الخميس، 16 أغسطس 2007

حتى الشاورما


لا ادري بأي حق تسمح الحكومة الأردنية لنفسها بحرمان المواطنين من الشورما لمجرد أن شخص فاسد سمم 170 "فجعان". وهل يستحق كل هؤلاء ثمن الورق الرئاسي ومنشيتات الصحف والفضيحة المدوية وشماتة "الي يسوى والي ما يسوى". الم يتسمم قبلهم المئات ايضا في منشية بني حسن؟؟ وسبقها أن تسممت مدرسة ابتدائية بكامل بشرها!؟ اجزم ان الأباء حينها تمنوا لو الغي التعليم ... لأنه اصبح "هدة حيل" ولأن "القاري والخ... واحد".

كثيرون يموتون ايضا ب"بالسكته القلبية" من "غم" الضرائب والفواتير والأسعار؟؟ كنا نتمنى ان تتنافخ حكومتك شرفا وتأمر بوقف "اسهال" قرارت رفع الأسعار ليتسنى للمواطن توفير اكلة "هنية" بدل طابور الشاورما.

المهم، بأي حق يحرم ملايين الأشخاص من وجبة "الشلة" لبمجرد حادثة يتحمل مسؤليتها انت "المدعو معروف البخيت" وطاقمك الوزاري، ذلك الطاقم الذي ما انفك تشليحا وسلخا في خلق الله.

قرارك يا سيدي خاطىء ومتسرع وظالم ، فحضرتك لم تعش "لمة" الشاورما ولا "ونسها" ، ماذا لو تسمم ثلة من المساكين بساندوتش فلافل بالسلطة!؟ حل ستصدر مرسوما حكوميا بتنظيف أرصفة وسط البلد من "قعدات" هاشم وعشاقه!؟

نعلم جميعا أن تبيت لنا نارا جديدة وقودها اسعار المحروقات التي اصبحت هوايتك وهواية من سبقوقك من حيتان. ولكنك بذكاء خارق وبقرار "منع شاورما الدجاج" والذي عبرت عنه عنواين الصحف الصادرة امس الاول جعلت من "الشاورما" الحدث الأهم، برافوووو.

إن طبيعة ولغة قرار المنع يثبتان أن هناك طبخة ما اصبحت في طور "الإستواء"، بالتأكيد الطبخة ليست لحما –على اعتبار ان الدجاج ممنوع- لكننا نشم رائحة حجارة تغلي لتشغل بها بطوننا لنصبر على ما هو اتي .. فتسطير "الملاحم" اصبح من شيمكم لأنكم قررتم أن "والله سنجعل الفقير اكثر فقرا والغني اكثر فحشا".

هل تعلم ان خط الفقر في بلد النشامى اصبح 500 دينارا ، وهل تعلم ان ذلك المبلغ يطعم قرية في الهند!! وهل تعلم انك بنصفه تشتري بيتا محترما في الصين!! وهل تعلم ان ثمن مزرعة شاسعة في في كينيا يعادل 250 دينارا!! وهل تعلم أن راتب وزير في روسيا يعادل 400 دينارا!! وهل يعلم سيادتك أنك سخط القيمة الفعلية ل 500 دينار لتصبح 150 دينارا!! ولعلم فخامتكم إن ذلك "المبلغ" لا يكفي رأسين بالحلال!! ولكم ان تتصوروا اجلكم الله!!

يا سيدي "قرفنا" حجة صندوق النكد الدولي التي تعلق عليها كل اخفاقاتك ، يلعن ابو الصندوق لأبو البنك الدولي لأبو التخطيط لأبو هيك عيشة ، شعتلتونا.

الخميس، 26 يوليو 2007

مشروع شهيد


عاد من عمله متجهم الوجه مقطب الجبين، فتحت له امرأته الباب فلم يسلم عليها و لم يكلمها، لم يغير ملابس العمل كعادته كل يوم، جلس في زاوية و وضع يده على رأسه و راح يتأفف، قدمت له زوجته الطعام فلم يأكل و قال : أعيدي الطعام إلى مكانه فلن آكل شيئاً

سألته : ما بك ؟
قال في انفعال : لا شيء.. لا شيء
قالت أرجوك أخبرني فلعلي أستطيع مساعدتك
قال : قلت لكِ لا شيء..فدعيني و شأني
تلطفت معه أكثر و قالت : أنا زوجتك و صاحبة سرك ، فلمن تبث همك إذا لم تبثه لزوجتك ؟
تشجع و قال : و بماذا تستطيعين مساعدتي ؟
قالت أساعدك بحياتي لو أردت ، و هل عندي من هو أغلى منك ؟ فقط قل لي ما الذي أزعجك ؟
قال : قانون أصدرته الحكومة هو الذي أزعجني
قالت : و ما دخلك أنت بقوانين الحكومة ؟
قال : القانون يقول : يحكم بالإعدام على كل رجل لا يتزوج على زوجته
قالت : و هل يزعجك يا حبيبي أن تموت شهيداً ؟

الجمعة، 13 يوليو 2007

الى سارق حذائي

يا سيدي لم احزن لأنك سرقت حذائي وجعلتني ارجع الى بيتي ب"شبشب" تصدق علي به بعض المحسنين في "مسجد الرحمن" ، لكني حزنت اشد الحزن لأن يوم سرقتك لحذائي جاء في نفس يوم مناسبتين عزيزتين ، الأولى هي ذكرى انتصار حزب الله على عربدة اسرائيل والثانية هي يوم احتفال صديقي الغالي عبد العزيز وقرينته بإسبوع مولودتهم الجميلة "ملك" وكنت للتو مغادر أنا ورفيقي عصام حفلهم الميمون وقررنا أن نعرج على المسجد لأداء صلاة المغرب

لك الشرف يا سيدي أنك أول إنسان في هذه المعمورة يسرق حذاءا مني "على غفلة" بعد 39 سنة من العمر ، اعترف أنك فنان وأعترف ايضا أنك صاحب "ذوق رفيع" ، لكني ، واسمح لي بذلك ، أعترف أمام التاريخ وقدام شموخ أبو الهول أنك مبتذل ومريض وإني على يقين أنك "سوسة تافهة" في جسد طيب جميل

علمت أنك سرقت حذائي مباشرة بعد أن اكملت وضوئي ، لأني نظرت الى مكانه صدفة ولم اجده ، ولتعلم أني صليت وأنا مبتسم ضارع الى الله ، وكأن حالي يقول "الحمد لله ... كفارة" ... الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه

لعلك ظننت أن من حقك أن تسرق حذاءا "يبدو" أن صاحبه "برجوازي عفن" ويملك أن يشتري مثله وأحسن ، اقول لك أخطأت فصاحبه اشتراه من عرق جبينه وكلفه ثمنا لا بأس به، وكلفه ايضا جهدا مضنيا لإختياره، فصاحبه يرتاح به لأنه يمضي وقتا طويلا جدا في عمله ليكسب قوته

بعملتك تلك (التي استغرقت ثواني معدوده) كلفتني ثمن يوم ونصف من العمل ، يومي يا سيدي قد يستغرق احيانا 12 الساعة من عمل ، معضمها مشيا ومتابعة ... لذلك كان ذلك الحذاء عزيزا ، لأنه كان مريحا وودودا مع قدمي

نعم، اخاطب ضميرك ... لعلك تدرك أن الناس "يقدرون" اشيائهم ، حتى لو كانت احذية

يا سارقي ، اسوأ ما عملته هو أنك أضفت هما أخر على هموم ومشاغل حياتي وهو هم المحافظة على حذائي وأنا متوجه لبيت من بيوت الله لأداء الفريضة

في المرة القادمة سأحرص أن أوزع حذائي بين مكانين حتى احرمك من متعة الاستيلاء على ممتلكات الاخرين.
أخيرا وليس أخرا ... إن كان حذائي لإستخدامك الشخصي لأنك لا تملك واحدا أو إن كان ثمنه يسد "حاجة مفيدة" فقد سامحتك ... ومبروك ... لكن إن كان لغير ذلك فلك أن تقدر حجم اللعنة

وفي النهاية لا يسعني إلا أن اشكر كل القائمين على "مسجد الرحمن" في منطقة امبابة وكذلك المصلين الذين ابدوا كرما اثلج صدري وهون مصابي ، تلك هي شيم أهل المحروسة كما عهدتهم خلال فترة اقامتي معهم ، وجزيل الشكر ايضا لحارس المسجد الذي اصر على أن لا اغادر المسجد حافي القدمين ومنحني نعالا

الأربعاء، 11 يوليو 2007

دروشة في عتمة الليل


اعاني كل ما دخلت شقتي مما يُسمى في علم النفس بـ "رُهاب الاحتجاز"، وهو شعور حقير يصيب الانسان عندما يكون وحيدا فيتلبسه إحساس بأنه مخنوق ومتروك ومنبوذ. فكلما وصلت البيت ابدل ملابس العمل بملابس اكثر ملائمة لأدميتي وأنطلق في اي طريق، لا يهم، المهم أن امارس هوايتي بالمشي أو الجري ... او حتى التسكع. رغم أن شقتي "شرحة" أو كما تسمى بالمصري "بحري" الا اني حرصت منذ الاقامة هنا على عدم الجلوس ليلاً على البلكونه حفاظا على خصوصية البشر ... لكن فضولا انتابني بالأمس لأن اجرب الجلوس في البلكونة ... فضولا فرضه علي ألم اصاب احدى اجهزتي السمعية وأجبرني على الجلوس في البيت


فجهزت لجلسة شاعرية مع نفسي وأحضرت معي راديو صغير اهدتني اياه زوجتي الحبيبة فبل مجيئي الى القاهرة ... و بعض القهوة و"التسالي" لتكمل السهرة ... وأخذت زاوية في البلكونة... وساعدني أن كل البيوت التي حولي بعيدة عني ... فلا كاشف ولا مكشوف ... وبدأت اقلب "الترانزستر" واستقرت الموجة على رائعة أم كلثوم "أغداً ألقاك؟" ... وبدأت السهرة بمتابعة ما يستجد في العتمة من مجريات... نباح لكلاب تأتي من العمق لتساهم في أن يكون الليل بالفعل ليلا... وصوت غرغرة ماء قادم من نرجيلة جاري "الطبيب" في الشقة السفلى ليضيف لحنا جميلا لصوت سيدة الغناء ، وفي الأفق البعيد بناية منارة بالكامل تلمع لتضفي نوعا من من الجمال على عتمة الليل. صار هذا يؤنسني. وفجأه بدأت اسمع صوت طنين يحوم حولي ، اختفى الصوت ، أين ذهب؟؟ ... نعم هي بعوضة اخذت قوتها مني وانصرفت ... جميل جدا أن يهتم بك مخلوق وأنت تجلس وحيدا في عتمة الليل


بين الفينة والفينة تمر بعض السيارات تشق عتمة الليل وتلوث سكونه بزخات من نهيقها ... لماذا يطلقون تلك الأبواق في منتصف الليل؟؟ لعل سائق تلك المركبة يحاول ان يجلب الإنتباه ... ليس من أجل رزقه فقط ... بل من أجل وجوده كإنسان


اوشحت بنظري حولي ... بدأت اتأمل كل هذه البنايات الشاهقة التي اجزم انها مكتظة ... لماذا نعيش في علب سردين كهذه وبلاد الله واسعة؟ بنايات متلاسقة كأن الواحدة تنافس الأخرى على حجب السماء والهواء... ومع كل هذا الإزدحام من الإسمنت إلا انك تشعر وكأن الناس موتى ... هدوووووء ... الا يوجد طفل يبكي؟ اليس هناك حشاش يسعل؟ اقبل بسماع صوت طبق لاقط يتحرك باحثا عن فضائية ساقطة!! أو حتى صوت صوت صرصور ... لطالما ارتبطت عتمة الليل بصوت نوع من الصراصير ... أين ذهبت الصراصير؟!! لقد أوشك الصيف أن ينقضي ... ومع هذا لم أرىَ للآن أي صرصور


ومن اعلى البنايات في الجوار كان هناك القمر يطلع على استحياء كعادته ... لعله ما زال يشعر بالخجل لأن احدهم اكتشف حقيقته وبأنه خدع الشعراء والعشاق ... فقد كان يوما الاه الحب والجمال ... الى أن اتى عالم شاذ قرر أن القمر بشع ولا حياة له ... مقفهر وقبيح ... لم يكن يعلم هذا "العالم" المتقوقع في مختبره أن تلك المعلومة دمرت تاريخا من العشق والغزل ... ماذا استفادت البشرية من معلومته التافهة ... ها هي أم كلثوم تصدح " هذه الدنيا سماء أنت فيها القمر ...فارحم القلب الذى يصبو إليك"... كم هو غبي ذلك العالم


وتكمل الست


فغداً تملكه بين يديك
وغداً تأتلق الجنة أنهارا وظلا
وغدا ننسى فلا نأسى على ماضٍ تولى
وغداً نسموا فلا نعرف للغيب محلا
وغداً للحاضر الزاهر نحيا ليس إلا
قد يكون الغيب حلوا
إنما الحاضر أحلى
هكذا أحتمل العمر نعيماً وعذابا
مهجة حرى وقلباً مسه الشوق فذابَ
اغدا القاك؟


ما أجمل الليل... وسكون الليل ... وقهوة الليل ... وغررة نرجيلة جاري ... وما اتعس الوحدة

الأربعاء، 4 يوليو 2007

قــــم للمغني


قصيده للشاعرة ريوف

قٌـمْ للمغنِّـيْ وفِّـهِ التصفـيـرا ... كاد المغنِّـيْ أن يكـون سفيـرا
يا جاهلاً قـدر الغنـاء و أهلِـهِ ... اسمع فإنك قـد جَهِلـتَ كثيـرا
أرأيتَ أشرفَ أو أجلَّ من الـذيِ ... غنَّى فرقَّـصَ أرجُـلاً و خُصُـورا
يكفيهِ مجـدا أن يخـدرَ صوتُـهُِ ... أبنـاء أُمـة أحـمـدٍ تخـديـرا
يمشي و يحمل بالغنـاء رسالـةً ِ ... من ذا يرى لها في الحياة نظيرا
يُنسي الشبابَ همومَهم حتى غدوا ِ ... لا يعرفـون قضيـةً و مصيـرا
الله أكبـر حيـن يحيـي حفلـةً ِ ... فيهـا يُجعِّـرُ لاهيـاً مـغـرورا
من حوله تجدِ الشباب تجمهـروا ِ ... أرأيت مثل شبابنـا جمهـورا
يا حسرةً سكنت فؤاديَ و ارتوتِْ ... حتى غَدَتْ بين الضلوعِ سعيـرا
يا عين نوحي حُقَّ لي و لكِ البُكا ِ ... ابكـي شبابـا بالغنـا مسحـورا
يـا لائمـي صمتا فلستُ أُبالـغُ ِ ... فالأمرُ كان و ما يـزالُ خطيـرا
أُنظر إلى بعض الشبـابِ فإنـك ِ ... ستراهُ في قيـد الغنـاءِ أسيـرا
يا ليت شعري لو تراهُ إذا مشـى ِ ... متهزهـزاً لظننتـهُ مخـمـورا
ما سُكرُهُ خمـرٌ و لكـنَّ الفتـى ِ ... من كأسِ أُغنيـةٍ غـدا سِكّيـرا
أقْبِح بهِ يمشي يُدنـدنُ راقصـاً ِ ... قتلَ الرجولـةَ فيـهِ و التفكيـرا
لولا الحياءُ لصحـتُ قائلـةً لـهُِ ... (يَخْلفْ على امٍ) قد رعتكَ صغيرا
في السوقِ في الحمامِ أو في دارهِ ِ ... دوماً لكـأس الأُغنيـاتِ مُديـرا
إنَّ الـذي ألِـفَ الغنـاءَ لسانُـهُ ِ ... لا يعـرفُ التهليـلا و التكبيـرا
حاورهُ لكنْ خُـذْ مناديـلاً معـك ِ ... خُذها فإنك سوف تبكـي كثيـرا
مما ستلقى مـن ضحالـةِ فكـرهِِ ... و قليـلِ علـمٍ لا يُفيـدُ نقيـرا
أما إذا كان الحـوارُ عـن الغنـاِ ... و سألتَ عنْ (أحلام) أو شاكيرا
أو قلت أُكتب سيرةً عن مطـربٍِ ... لوجدتِـهُ علمـاً بـذاك خبيـرا
أو قلتَ كمْ منْ أُغنيـاتٍ تحفـظُ ِ ... سترى أمامـك حافظـاً نحريـرا
أمـا كتـابُ الله جـلَّ جـلالـه ِ ... فرصيدُ حفظهِ ما يـزالُ يسيـرا
لا بيـتَ للقـرآن فـي قلـبٍ اذاِ ... سكن الغناءُ به و صـار أميـرا
أيلومني مـن بعـد هـذا لائـمٌِ ... إنْ سال دمعُ المقلتيـن غزيـرا
بلْ كيف لا أبكي و هـذي أمتـيِ ... تبكـي بكـاءً حارقـاً و مريـرا
تبكي شبابا علَّقـتْ فيـهِ الرجـا ِ ... ليكونَ عنـد النائبـاتِ نصيـرا
وجَدَتْهُ بالتطريـبِ عنهـا لاهيـاً ِ ... فطوتْ فؤاداً في الحشا مكسـورا
آهٍ..و آهٍ لا تــداوي لوعـتـي ِ ... عيشي غــدا مما أراه مريـرا
فاليومَ فاقـتْ مهرجانـاتُ الغنـا ... عَدِّي فأضحى عَدُّهـنَّ عسيـرا
في كـل عـامٍ مهرجـانٌ يُولـدُ... يشدوا العدا فرحاً بهِ و سـرورا
أضحتْ ولادةُ مطربٍ فـي أُمتـي... مجداً بكـلِ المعجـزاتِ بشيـرا
و غـدا تَقدُمُنـا و مخترعاتُنـا... أمراً بشغلِ القومِ ليـس جديـرا
ما سادَ أجدادي الأوائـلُ بالغنـا... يوماً و لا اتخذوا الغناء سميـرا
سادوا بدينِ محمدٍ و بَنَـتْ لهـم ...ْ أخلاقُهمْ فـوقَ النجـومِ قُصُـورا
و بصارمٍ في الحرب يُعجِبُ باسلاً... ثَبْتَ الجنانِ مغامـرا و جسـورا
مزمـارُ إبليـس الغنـاءُ و إنـهُ ... في القلبِ ينسجُ للخرابِ سُتُـورا
صاحبْتُـهُ زمنـاً فلمـا تَرَكْـتُـه... أضحى ظلامُ القلبِ بعـدَهُ نـورا
تبـاً و تبـاً للغنـاءِ و أهـلِـهِ ... قد أفسدوا في المسلميـن كثيـرا
يا ربِّ إهدِهِـمُ أو ادفـع شَرَّهُـمْ... إنَّا نـراك لنـا إلهـي نصيـرا

الأربعاء، 20 يونيو 2007

حوار مع ولدي



يا أبتي يقول استاذ الجغرافية أن اليهود سرقوا ارضنا ودنسوا مقدساتنا وشتتوا شملنا وأنتم لا حياة لمن ينادي
لا يا ولدي.. وألف لا ...إسأل استاذ التاريخ ... نحن أمة لنا امجاد ... كنا نحكم العالم من الأندلس حتى سور الصين


يا أبتي يقول استاذ الجغرافيا أن بلاد العرب اصبحت عشرين .. وبعض الفتات هنا وهناك
وماذا في ذلك ... يا ولدي ... إسأل استاذ الرياضيات سيقول لك أن في الكثرة بركة


يا أبتي يقول استاذ الدين أننا أمة متفرقة متشعبة بين شيعة وسنة مسيحيون وسبعون ملة
كفاك تشائما يا ولدي .. إسأل استاذ العلوم ... فالدم لا يمكن أن يصبح ماء


با أبتي يقول استاذ الفيزياء أننا شعوب فقدنا الجاذبية لحقوقنا وكرامتنا
كذب استاذك ... إسأل استاذ البيولجيا فنحن ننتمي الى "ذوات الدم الحار" ... لا نقبل الضيم ولا العار


يا أبتي يقول استاذ اللغة العربية أننا اصبحنا نسمي "الهزيمة" سلاما ... ونسمي "العدو" صديقا ... وبدلنا كلمة "الأخ" بكلمات استحي ان اقولها بحضرتك
يا ولدي اشكرك على أدبك ... قل لمدرسك إبن كذا كذا أن يسأل استاذ الشعر عن عكاظ... والفرزدق وعنترة والخنساء .. وأبو زيد الهلالي والمتنبي والقباني


يا أبتي قال لي استاذ التاريخ أننا الأندلس ضاع منا وأجددانا يقارعون الخمر ويراقصون النساء ... وكنا انذاك منقسمون لدوليات ومشيخات
يا ولدي إن كان منهم بعض السفلة فالله شديد العقاب .. إسأل إسأل إسأل ...استاذ الجغرافيا سيقول لك ... كانت الشمس لا تغيب عن بلا المسلمين


يا أبتي يقول استاذ الرياضيات التقسيم ضعف لأن الضرب سيكون سهلا اذا تفرقت الأمة
يا ولدي اذا سألت استاذ الدين سيقول لك ... نحن يا ولدي أمة "نمهل ولا نهمل" ... ولكل يحسدنا على ذلك ... غيرة


يا أبتي يقول استاذ العلوم اذا ذبح الوريد سال الدم وأصبح كالماء
يا ولدي يا ولدي ... اسأل قبل أن تكفر ... اذا سال الدم روى الأرض وأنبت زرعا طيبا ... بديهيات فيزياء الجاذبية يا ولدي


يا أبتي استاذ البيولوجيا يقول أننا مخلوقات "خاملة" لم نخترع شيئا منذ قرون سوى "هيفاء" وداحس والغبراء
كفااك سخرية بأمتك العظيمة ... يا ولدي.. نحن أول من اخترع كل شيء في العلوم لكن الغرب سرقه ... لصوص

ياولدي إنها مؤامرة لتشويه أمجادنا ... فنحن أمة الخيل والليل والبيداء تعرفنا ... كما السيف والرمح والقرطاس والقلم ... الخ

يا أبتي يا أبتي ... سألت استاذ الشعر مرة فقال
قبل اكثر من 500 عام، وصف ابو الطيب المتنبي امته فقال:يا أمة ضحكت من جهلها الأمم وبعد 500 عام وصفها نزار قباني فقال:يا امة تبول على نفسها كالماشية

الأحد، 10 يونيو 2007

الكلمات الدالة


الخارقون ثلاثة

طالب إتغرب
عجوز ماتت أجياله

أمّا الثالث

زوربا اليوناني

الديموقراطية

حكم اّل ش.ع. ب. للشعب

أنا يساري
أنا أخواني
أنا وسطي يميني فوقي
أنا ماركسي
أنا زاهد
أنا قومي
أنا مش حرامي
أنا ولا شي
أنا عائلي
أنا حر


أنا "ربكم الأعلى"

أنا مش أنا

السياسة تياسة

السياسيين
انظر اليهم ... يتناطحون
قرون
حناجر .. افواه
أرانب
إمسك حرامي
واسطة
كرش .. رقبة
سمسار

كلام جرايد
كلام فضائيات

البقاء للأكذَب
إكذب
ثم
إكذب
ثم
إكذب
حتى يصدقك الناس
مع مراعاة جهة التمويل

القمّة

خازوق كيفما شئتها
وجلسة مغلقة
ووقوف على الأطلال
بيان ختامي
مواصلة "الإنزلاق" الى القاع

هُصصصص ششششش

الطعام

ليس للتخزين
إمشي
اتحرك يا بني أدم
يا أخي
أمضغ على الأقل
حرك شفتيك ... كرياضة

التاريخ

يكتبه شحادون على عتبات الحكام
أمير .. ووريث ... واشباه شعب
خمر .. جواري
شعر .. ومجنون ومجنونة
أمجاد .. فتوحات
سايكس بيكو
شيعي ... سني ... مسيحي
طابور خامس .. سادس ... مئة
نكبات
طزززززز


إذا كنت من الذين يلهثون
بحثاً عن "اسطورة" راحة البال

الحياة مللل
فواتير
ديون
مخابرات
ضغط ... سكري
دكتور أهبل
مدرس بزنزمان
فلسطين ... العراق
عيلة توكل الزلط
زفت ... طين

كبرها بتكبر... صغرها بتصغر
عيشششش

في زمنٍ كهذا

أنت تحترق لتنير الطريق للأخرين
أمريكا
إسرائيل
ايجار البيت
كلب الشيخ
صاحب العمل
فتة عدس

كندرة

بالعربي "حذاء"

صرصور
اسفلت ... حفر
ميه نتنه
تعب ... عرق
تسوق ... افلاس
علم اسرائيل وأمريكا
جلد غزال
جلد تمساح
فروة مواطن
فيتنام ... خورتشوف

الأربعاء، 6 يونيو 2007

أبحث عن شيف

ياسادة يا سيدات مشكلتي تكمن في انني احتار فيما سأكله كل يوم رغم أني أعيش في قاهرة الحمام المحشي والكوارع والفول ، أنسى نفسي مع "طحن" العمل واتحايل على "عصافير" معدتي بكثير من القهوة والشاي، ولأني من أتباع "إصحى بعد الزحمة ونام قبل صياح الديك" فإني أموت حسرة على ضياع متعة المشاركة في الولائم الصباحية التي يقيمها زملائي


أحتار في معدتي ، وبما أني عازب مؤقتا لبعدي عن عائلتي الحبيبة فكل يوم أحاول العثور على فكرة تخرجني من ذلك القرار الصارم والمصيري . نتيجة لذلك اجتمع مع "أنا وبطني وأمعائي" لمناقشة سيناريو الحلقة القادمة من المسلسل اليومي


ففي ذات يوم جوع نويت ككل يوم تناول الوجبة الوحيدة، التي ما إن يأتي وقتها حتى أشعر بالشفقة على حكامنا . فكم هو صعب أن أتخذ قرارا بنوعية الوجبة وما هيتها، فكيف "بمصير أمة" من محيطها الى خليجها


حقا إنها مشقة ومصير ،هي مجرد وجبة لكنها تتطلب من يوما كاملا من التداول والتشاور والتردد، كان الله بعون "اولي الأمر" المعنيين بتوفير سبل العيش الكريم لشعوبهم

بعد نضوج الأفكار وما أن تكون جاهزة لتصاغ على شكل "مرسوم" ، ينشر على شكل إفرازات تبشير لدى معدتي التي وصلت حد "الصوصوه" يصبح الأمر جاهزا فأحدد وجهتي وأنطلق لأنقض على وليمتي


لا أنكر أنني احب العمل صباحا - بالرغم من أني لست "صباحي الهوا" - فهي فرصتي لأتجول بين الزملاء أقتات على ما يسد جوع معدتي ويعفيني من جولة التفكير والتدبير للمعركة المصيرية لتحديد استراتيجية "أين وماذا أكل" هذا المساء


الجميل أن الناس في أرض الكنانة كرماء جدا لدرجة أنهم يعتبرون إطعام الضيف "جهاد" ولأن الجهاد فرض عين فأنا لا أرفض عرضا "ساندويشيا" ... جزاهم الله كل خير


ولأني من هواة الطعام وأعتبره من نعم الله الكبيرة علينا ، فإني دائما أقول أن أروع شيء في الوجود هو زوجة وإبن ومائدة طعام وكنبة افرنجية "اتمطتى" عليها بعد وجبة دسمة من يد حبيبتي


اللهم أدمها من نعمة ... يا كريم

الأحد، 27 مايو 2007

أحلم بجزيرة


أحلم بجزيرة مساحتها بيت وحديقة ، وبعض التفاح والبرتقال والزيتون ولا مانع من طيبات أخرى، وشجرة بلوط ،وإن أمكن فقارب وصنارة ، وكثير من السمك في الجوار

جزيرة في اي مكان ، في ارض الله واسعة ، من حقي أن يكون لي مكان لكن ليس أي مكان، اقيم عليه "عزوتي" بلا دستور ولا قوانين ولا فساد ولا قرف، من حقي ان اجلس تحت شجرة البلوط لأتأمل بخلق السموات والارض ، بسلام وسكينة ، من حق الله علي أن اعبده كيفما هو شاء، بلا مخبر تافه يملي علي صلاتي

جزيرة نائية ، وبيت خشبي ، بلوطي ، لا فرق ، المهم أن يكون بلا كهرباء ولا تلفاز ولا راديو وبلا علم أو نشيد وطني ، والأهم أن يكون بلا "أخبار"

يكفيني 15 عشر عاما وأنا الاحق الموت من مكان الى مكان ، أصبحت "كالحانوتي" ، فأنا بلا أموات اصبح "عاطلا" عن العمل . صادقت الموت في كل بلاد الدنيا ، فهو مصدر اخباري ورزقي ، ضحاياه ارقام في خبر أو صورة ، لدرجة أن صديقا عزيزا علي توفاه الله قبل سنة تذكرت أن أبكي عليه أمس ، بكيت لأن رأيت اسمه بالصدفة ضمن دليل هاتفي ، لم يطل بكائي طويلا ، وعندما تذكرت أني بكيت "فرحت" ، فرحت لأن الموت أصبح يبكيني، شعرت بأدميتي

أحلم أن اركب قاربي وأصطحب عائلتي وصنارتي في رحلة صيد نجمع رزقنا في بحار الله، يكفيني استرزاقا من مصائب البشر ، فالكوارث عندي أخبار ، والفتن عندي تقارير ، والمؤامرات عندي تحليل ، وضياع وطن بأكمله عندي تغطية إخبارية ، والجوع عندي صورة ، وذبح الناس في فلسطين والعراق وأفغانستان بالنسبة لي أعداد أدمت على إحصائها

أريد جزيرة بالا هوية وبلا بوليس ولا مخابرات ولا جيش ، أريد جزيرة لا يحكمها أحد متكرش ولا متنفع ولا ديوث، جزيرة لا يرث فيها سوى "أحد أحد" ، أريد بقعة جميلة فيها سطر الله فيها اروع صوره، لا يلوثها رنين هاتف جوال أو أرضي ، ولا يعكر سحرها رسالة قصيرة عن "أنباء عاجلة"

أحلم بهواء نقي أتنفسة كما أشاء ، صباح مساء ، بلا ضرائب وبدون رقيب خسيس يكتم أنفاسي . أحلم بماء عذب ، بلا تكرير ولا عبوات بلاستيكية ، ولا ثمن ، ذلك الماء الذي قال عنه الله عز وجل "وجعلنا من الماء كلّ شيء حيّ ..."، نعم هو من حقي ومن حقي أن أحلم به ، وذلك اضعف الإيمان

من حق اولادي أن يحلموا بحديقة فيها ما لذ وطاب ،بلا هورمونات ولا مبيدات ، من حقي أن استلقي يوما تحت شجرة تفاح وأمارس هواية نيوتن بمداعبة الجاذبية ، أو أقطف من ثمرها ما شاء الله ، وأعبىء سلتي بطيبها ونأكل منها بدون غسل ، على طبيعتها ، بلا إحتياطات صحية ، وبلا سموم قريبة المدى أو بعيدة الأجل

أحلم بسماء زرقاء كالون بحر جزيرتي ، لا تلوثه طائرات مدنية ولا مقاتلات بشعة ، ولا حتى طائرات ورقية ، وبلا "أوزون" مثقوب ، ولا دخان وعوادم سيارات ، سماء تحلق فيها أسراب الطيور والنورس، وكلما نظرت إليها قلت "... ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار"

وسأشكل في جزيرتي سمفونية تعزف لحنا عذبا يغذي الروح ، سأمت الطرب على صوت الرصاص وقصف المدن و الصراخ والبكاء وعويل النساء الثكلى . هناك، على جزيرتي لن تلوث أذني بنهيق مرتزقة فضائيات النفط. هناك على جزيرتي لا مكان لصناعة "تخنيث" الأجيال

أحلم بجزيرة لا تقتل قمامتها أزهار الياسمين، أحلم بجزيرة تسمح لي بأن أحلم وأحلم ... لكن وسواسا يروادني عن نفسي الأن ويوقضني من حلمي ، يهمس بخبث في اذني:"أنت أدمنت الأخبار وفات الأوان".

الخميس، 24 مايو 2007

من نهر البارد الى غزة ... الرصاصة شقيقة والدم فلسطيني


قذيفة اخرى بعد رصاصة شقيقة بعد موت اخر ... ومخيم اخر ... نعم انه "جيش" ... ولبناني ... و"شقيق" ... اتى بالموت الى شتاتنا ... اتى يوم نكبة فلسطين الثانية بعد التاسعة والخمسون ... يوم فقدت "حماس" ثوريتها، و"فتح" وطنيتها ... في يوم "تعريص" وطني ... اتى يوم اصبح حرمة الدم الفلسطيني عهرا

"الجيش" له ثكنات على حدود "المغتصبة" ... على بعد خط اخضر ... كان ذلك الخط احمرا يوما ما... قبل ألف مقبرة ومليون فصيل وأربعة ملايين لاجىء ... ايام كانت فلسطين تكتب بالدم ... نعم ... نعم ... أخطأ الشقيق ... بنادقه تطلق للخلف ... صوب على مخيمنا ... مجرد جهل بالجغرافيا ... وجهل بالتصويب ... فذلك الجيش صدء ... وعفن من رطوبة الثكنات ... وقبل عام ... و لولا "حزب" و"نصر" من الله لكانت "اسرائيل" اغتصبت ارضه ... بينما كان جنرالات لبنان يمتهنون السكر على ارصفة بيروت


معذرة نصر الله ... ومعذرة فيروز ... ماذا يدعى القصف اللبناني على نهر البارد؟ ماذا يدعي تنافخ ساسة بيروت شرفا؟
أما يستحي جيش "شقيق" حين يرى نساء تتوسل حتى الدماء؟

هذا الجيش ... اخطأ ... فأصاب نفسه ... وقتل مخيم ... في ذلك اليوم ولد جيل اخر من اللاجئين ... في القرن الواحد والعشرين ... فلسطينيون ايضا ... نكبة ثالثة بعد الثانية بعد التاسعة والخمسون ... يومها ايضا ... تناقلت الاخبار طرفة مضحكة ... فتح وحماس تتفقان على تبادل المختطفين ... نعم ... مختطفين... وفلسطينيون ايضا ... فصيلين وميليشيا وأسلحة وقذائف ... وتطلق للخلف ايضا ... نعم ... قتلى وتبادل أسرى ومفاوضات وقناصة وحواجز ... وكأن الاحتلال صار فلسطينيا ... و"اسرائيل" اصبحت وسيط ... أو صديق ... أو شقيق "يمون" على الطرفين ... ويأتي "بيريز" يطالب "الشقيقين" بالحفاظ على وحدتهم

خمسون قتيلا ... وأكثر من ذلك جرحى ... في ايام معدودة ... لم يقتل الفلسطينيون هذا العدد من المحتلين منذ زمن ... وهدنة بعد اخرى ... وبين كل هدنة هدنة ... والرصاص يمزق ما تبقى من "لحمة" الوطن ... بلا توقف ... ولكن: لماذا يُخلص الفلسطينيون لهدنتهم مع الإحتلال أكثر من الهدنة بينهم؟! ... واشباه رجال يتبارون على شاشات التلفاز ... يتوعدون بزلازال مدمر للأخر ..."الشقيق"... لكن: لماذا لم تدمر وعودهم المزلزلة "اسرائيل" التي قتلت "الختيار" و"الشيخ"؟!

أين يذهب الفلسطينيين اذا أرادوا أن يعيشوا فقط؟

ستون عاما والموت حليفهم ... الكل يقتل الفلسطينيين ... لبنان ... وفتح وحماس ... حتى العراقيون ... ستون عاما وجواز السفر حلم ... ستون عاما وكلما دفن طفل تضرعوا الى السماء بأن يزول الطوفان ... وأبت المقابر الا أن تصبح لهم اوطان

الفلسطينيون ... اولئك الذين علموا العالم التحرر ... اولئك الذين نشروا في الارض عزة البطولة... ورسموا خريطة الوطن وشماً جميلا على جدران المنافي ... ماتوا جميعا ... يوم قرروا أن دولة على غزة وعاصمتها "كازينو اريحا" هي فلسطين


قتلتنا الردة
قتلتنا أن الواحد منا يحمل في الداخل ضده
يا شرفاء مهزومين
ويا حكاماً مهزومين
ويا جمهوراً مهزوماً ما
ما أوسخنا
ما أوسخنا
ونكابر ما أوسخنا
(مظفرالنواب)

الاثنين، 14 مايو 2007

فيزياء السلام وكيمياء ليفني


الضجيج المدوي للزيارات المكوكية لإناث بني اسرائيل لعواصم عربية عدة اثار تساؤلات حرجة حول ثقافة المسئولين العرب بالفيزياء خصوصا ان كيمياء الوزيرة الاسرائيلية الضيفة نجحت في انتاج"تفاعلات" عربية متجانسة مع "المعادلات" الاسرائيلية

اما فيزيائيا فقد اكدت الجلسات الدبلوماسية ان العرب لم يصلهم نيوتن ولا نظريته بأن "لكل فعل رد فعل مساوي له .... الخ" والانكى من ذلك ان حديث وزراء خارجية القاهرة وعمان كان محصورا في ان هناك من يفضل استخدام كلمة "تحريك" وآخرون يميلون الى "دفع" عملية السلام الموؤدة اسرائيليا
وتواردت الاخبار الرسمية عن لقاء وزير خارجية الاردن وبعدها مصر بنظيرتهما الاسرائيلية وشدد الوزيران على "التحرك لدفع" عملية السلام، وبهذا يكون معاليهما قد نجحا بقدرة "سيباوية" في دمج تعبيرين فيزيائيين في "نظرية" واحدة ليسجلا اختراعا جديدا عالميا أجزم ان شعر ابنشتاين المنكوش سيقلب ابيضا في قبره من هول الفكرة.

الواضح جدا أن العملية السلمية "واقفة" بدليل ان الوزيران العبقريان طالبا "التحرك لدفعها" ، ولأن جهود "زحزحة" بعض المواقف التي تعيق "التقدم" "اصطدمت" ب "التصلب" الاسرائيلي

في هذه الأثناء لم يلتفت جهابذة الدبلوماسية العربية الى معادلة فيزيائية اساسية تقول: أن "الدفع" يتطلب وقوف الدافعين في جهة واحدة من الشيء المراد دفعه اي ان العملية يجب ان تكون مشتركة "الإتجاه"، لأنه في حالة وجودهم متقابلين فإن القوي منهم يحسم اتجاه "الحركة"، وهنا "القوة" ليست من شيم عرب هذا الزمن

لذلك ولصعوبة تواجد الفرقاء على جهة واحدة اقترح أن يتم اعتماد "الجر مع الدفع"، وهي الوضعية الوحيدة التي تمنع "تراجع" العملية أو "تقدمها" وتبقى للأبد "تراوح" مكانها وتحافظ على ماء وجه الدبلوماسية العربية من "انعكاسات" فضح الموقف العربي



لكن يبقى هناك بصيص أمل مشروط بأن يتم استبدال كل وزراء خارجيتنا الذكور بنساء من اشكال تسيفي ليفني فقد اثبت العرب ناجحا بارزا في الكيمياء منذ سقوط الاندلس

الجمعة، 20 أبريل 2007

الى "فال" موريتانيا .. كل التحية



موريتانيا انجبت "سوار ذهب "جديد زين يد أمة العرب، وللمرة الثانية في معصمها الإفريقي


موريتانيا الفقيره صارت بقرار وطني حرّ، عاصمة الديمقراطية "بجد" في الوطن العربي ، لتصبح حلم يقظة للشعوب المقهورة، وكابوساً مزعجاً لحكام صاروا "قياصرة " لا ينجبون سوى اباطرة


سجل "العقيد اعلى ولد فال" ورفاقه الشرفاء الموريتانيين نموذجاً فريداً ليس للسياسيين فحسب بل وللنفس البشرية بأنه استطاع أن يزهد في السلطة وأن يعف عن توارث البلاد والعباد


أثبت الرجل أنه موريتاني وطني خالص، شكل المجلس العسكري وأعلن أنه سيحكم بهذا المجلس لمدة ١٩ شهرا فقط بعدها سيلم السلطة للمدنيين في انتخابات حرة ونزيهة، وصدق وعده


كان بامكانه حتى أن يتشبث بالكرسي بطرق سلمية لكنه استطاع كبح شهوته أمام لقب "صاحب الفخامة والسيادة والجلالة "، و ترك القصر الباذخ للبيت المتواضع، وأقنع أولاده وأحفاده ومن تبعهم الى يوم الدين أنهم بشر عاديون كسائر العباد وليسوا سلاطين بالجينات، هو بالتأكيد رجل استثنائي رغم زيه العسكري


القادة العرب المشاركين في القمة كان استقبالهم فاترا للعقيد "الثائر" ولد فال، فهو لم يحصل علي الترحيب اللائق بزعيم نفذ وعوده وسلم السلطة لرئيس منتخب ديمقراطيا. كانوا يتبادلون اطراف الحديث والضحكات المدوية بينما كان "فال" وحيدا


اعتبروه كشف سوأتهم واحرجهم امام شعوبهم ، فهو رجل اتى بالديمقراطية التي يرى العرب دعاياتها على التلفزيون كالحليب والرز والكوكا كولا


فهذا الرجل الزاهد سجل سبقاً لزملاءه من الزعماء بأن اصبح بطلاً شعبياً وقوميا محبوباً بدون تلفزيونات وصحافة وحاشية ومواكب ومخابرات وبوليس سري وعلني


يدخل البعض صفحات التاريخ ب"رب رمية من غير رامي"، ويدخل آخرون عن "تخطيط وقمع وقتل وتوريث"، واخرون يدخلونه ب"دونكيشوطية" مفضوحة، لكنهم قليلون هم من يدخلون التاريخ لزهدهم فيه وسعيهم الصادق للهروب منه الى الظل ، فإذا بقرار الهروب يحول اسمائهم الى نقش جميل خالد في التاريخ


اللهم ارزق الامة 22 "فــــــال" ...ونعلم أن ذلك اضعف الإيمان

السبت، 14 أبريل 2007

وتريات منتصف الليل


طال الزمن و انتفى الخجل و علت
ظهور خير الخيل شر فرسان

فلا تلم شعبك المقهور لو وقعت
عيناك فيه على مليون حشاش وسكران

الحاكم اصبح أمير المخبرين
الكلام أسعاره باهضة، والموت بالمجان

لقد أتخم بالأمن بلاد المساكين
لم يعد فيها غير البكم والخرسان

من نحاسب و السكين من جلدنا
فالحرامي هو القاضي وهو السجان

يا إله الشعب صار الشعب مزرعة
لحفنة من الحيتان والزعران

لا يخجلون و قد باعوا عضامنا
من أن يبيعوا مدننا في اي دكان

فالشعب رفع قهره هرما
ولم يبقى منه سو ى اشباح انسان

و لا ازيد فإن الحال مزرية
فالعهر والشرف في بلاد العرب سيان

بلاد العرب وان جارت على الخلق
عزيزة وإن تبقى لهم منها عنوان

ينشدون لها القصائد مجروحة
لهم في هواها لحن حنان وأشجان

يا بلادي معذرة ليس لي أسلحة
وكل الذي أملكه لسان

فالعمر ثمنه "كلمة" وليس لي عمران
أقول نصف كلمة ، ولعن الله الشيطان

يا بلاد العرب ، لا تطلبي من ذلنا فداء
قومي احبلي، وأتينا بخير الفرسان

السبت، 7 أبريل 2007

كونداليزا في بلاد العرب

يا ألف نهار أسود ومنيل
كان يوم أغبر ومطين
وملعون ومشؤوم ومبين
وإييـــــــــــــــــــــــــــــــــــــه

خطوتك خراب وجنون
والنسوان إتشوفك وتقول
دي اخرتك يا سي السيد
وإييــــــــــــــــــــــــــــــــــــه

يا خرابي على السيقان
طظ في الغراب والسعدان
شوفوا ياخواتي مزة العربان
وإييـــــــــــــــــــــــــــــــــــــه

ميكرو جيب
وحتتين ترللي
هي فيها ايه بنحطلها واطي
وإييــــــــــــــــــــــــــــــــــــه

ولية مفترية
متختشيش
تخلي ازعم راس يطاطي
وإييـــــــــــــــــــــــــــــــــــه

مرة حماس ومرة لبنان
حرقت العراق والدور لايران
كل الاوطان عند كوندي لبان
وإييـــــــــــــــــــــــــــــــــــه

صدق الي قال
بلاد بتنباع وناس بتتشرد
والي ما يختشي يتفرج
وإييـــــــــــــــــــــــــــــــــــه
وإييـــــــــــــــــــــــــــــــــــه
وإييـــــــــــــــــــــــــــــــــــه

الأربعاء، 4 أبريل 2007

شريط الواقع



هل سمعتم عن "مؤدية" بعض "الأغاني" التي تحدثت عن ذلك الحصان المسكين الذي بلغ حد "الانتفاضة" عندما "امتطته"؟

لست هنا اطرح سؤلا أتوقع الإجابة عنه ، لأني على يقين أن كثيرين مثلي لا يعرفونها لكنهم بالتأكيد سمعوا ما قالته ومن أجل "الفضول" و"الفضول" فقط قرروا ، مثلي، أن يشاهدوا "فاتنة الحصان" هذه.

مع أن القصة قديمة لكنها التصقت بالذاكرة "لغرابتها" . شاءت الصدفة أني شاهدتها تعرض على إحدى الفضائيات "المحترمة" قبل أيام ، وجلست أمام التلفاز وكلي شغف أن أرى تلك "القنبلة" بحكم حب "الإطلاع" كما أسلفت ، لكن "الإثارة" ما "انبست" حتى انطفأت حين بدأت أزلف بنظري "أسفلها" – أقصد شاشة التلفاز– الى أن وصلت "بعد حين" الى شريط الأخبار: انفجار قنبلة في سوق شعبي يودي بحياة 30 شخصا وسط بغداد ... انفجار قنبلة عنقودية من مخلفات الاحتلال يقتل ثلاثة لبنانين ... انفجار قنبلة يحصد 7 أشخاص معظمهم أطفال قرب مقديشو ... أنباء عن إعداد أمريكا "قنبلة قذرة مشعة" لضرب إيران ...

هنا أيقنت حجم المؤامرة التي تحاك ضد هذه الأمة

هذا الشريط الإخباري منبه "للضمير" وجالب "لوجع الرأس" ومعيق "للانفتاح" ورافع "للضغط" ، وبصراحة "همجي" جدا ، كله موت وكوارث و"خراب بيوت" . وأجزم أن من يقف وراء فكرته قوى "ظلامية" تتعمد طمس "مقدراتنا" وتهدف الى "انغلاقنا" و"تقوقعنا". إنه يرجعنا قرونا للخلف ويقمع "تحررنا" و يحرمنا من فرص الازدهار والتنمية ومتعة "اللهث" للحاق بركب العالم "المتقدم الحر". والغريب أنه ليس له علاقة بما تعرضه الفضائيات مما "لذ وطاب" من "ممنوعات" كانت لوقت قريب "سرية" ، تتداولها مقاهي "حقيرة" وأزقة "عفنة" ودور عرض "رخيصة" وخمارات "البؤساء" .


تظهر"هيفا وهبي" مع خبر العثور على 122 جثة مجهولة الهوية في أنحاء متفرقة ببغداد . تتابع فلما عربيا "ساخنا" وأثناء لقاء "حميم" بين "البطل و"البطلة" أو "البطل" و"أخر" والشريط الإخباري "أسفل" الشاشة يعرض مقتطفات من خطاب "بطل" تحرير جنوب لبنان السيد حسن نصر الله .

نشاهد برنامج شديدة "الحساسية" عن قضايا "مشبوهة" لها علاقة "بخلفيات" و"مقدمات" و"طول" و "أعراض" و"أحجام" تهم كل "المحرومين" و"الجائعين" و"المنحرفين" أيضا ، والشريط يلاحقنا: السلطات في بلاد "الله" تمنع المصلين من دخول المساجد بدون بطاقات هوية ممغنطة ... اعتقالات ومداهمات لمراكز تعليم القرآن ومصادرة أشرطة وكتب في مدينة "كذا".

تأتي مقدمة الطقس مسلحة "بإمكانيات" صعبة على من هم دون ال 30 عاما وكأنها أتت للتو من ورشة "سلكون" لتقرأ على مسامعنا النشرة الجوية، وذلك الشريط "اللعين" يبطىء من حركته لنقرأ جيدا: "تسونامي" جديد يضرب سواحل آسيا ويقتل المئات ويشرد الملايين ...

رجالا "محتشمين أنيقين شبعانين" ونساء "سافرات نصف مستورات" بابتسامات "بوتوكسية" يقدمون حوارات وفقرات "تثقيفية جدا" يحاولون إنقاذنا من "تخلفنا الحضاري" ، إلا أن شريط "النكد" مستمر ليحكي لنا عن مقتل طفل كل دقيقة جراء المجاعة في الصومال ... إصابات جديدة بإنفلونزا الطيور ... وفاة عدد من الأشخاص بالحصبة الألمانية ....

شباب بصحبة بنات يتشنجن على هيئة رقص ومطربون يؤدون "طرب هادف" على السرير وفي الحمام وتحت "الشور" وأحيانا في "الجاكوزي" ، "يتلامسون" و"يتمايلون" ، "يتحرشون" بصلب "الموضوع" لإيقاظ "مفاتننا المكبوته" وكأنهم يقولون لنا "هي حياة واحدة ... عيشوا"، لنفاجئ "بنذير الشؤم" يأتينا بخبر عاجل: زلزال يضرب جنوب إيران يقتل الآلاف ويمحى 10 قرى من الوجود.


هذا "الشريط" يقطع علينا "خلوتنا مع أنفسنا" ويبقى يصعقنا كالكهرباء ليوقظ فينا ما تبقى من "وقارنا" ... أوقفوه !!!


اقتراح تقني:

أقترح وضع الشريط الإخباري في الجزء العلوي من الشاشة ، لأن كثيرا من المشاهدين لا يرى ذلك الجزء ... والله من وراء القصد.


الاثنين، 2 أبريل 2007

عالم بلا عنترة



تحدث الكاتب المصري الكبير توفيق الحكيم في قصتة القصيرة التي نشرها ضمن سلسلة ( أرني الله ) عن عالم بلا فحولة منذ سنين دون آن يراه و قد كتب فى قصته: أن سكان الأرض سوف يزرعون النطفة كما يزرعون البكتيريا


كما تخيل الكاتب بول اندرسون في رواية (ارض العذارى) انه سوف ياتى زمان يتمكن فيه العلماء من آن يستنسخوا الأطفال من النساء دون حاجة الى رجال و تشرح القصة كيف تتمكن نسوه من أن تعيش على كوكب الأرض بدون جنس الرجال


لن نقول ان هؤلاء الكتاب تنبؤوا بعالم بلا رجال ، بل نقول انه من الممكن ان يتحول الخيال الى واقع. ففي دراسة علمية اصدرها طبيب مصري أكدت أن الرجولة بكل أنواعها وأحجامها سوف تفنى من الوجود خلال ثلاثين سنة قادمة، بسبب تلوث البيئة أولا ثم المصائب الصحية التي تسببها الفضائيات عن احوال العرب والمسلمين، وبرهنت دراسة علمية أخرى أجرتها دكتورة كندية مؤخرا أنه يمكن الاستغناء عن الرجال حتى في انجاب الأطفال। وأنه يمكن الاستعاضة عن "أبو صابر" بأية خلية من جسد أدمي، حتى لو كان هذا الجسد لأنثى



"أبو صابر صار "خردة". فائضاً عن الحاجة ويمكن وضعه في غرفة "السكراب" ...وكذلك "أدوات الفحولة" التي ورثها "أب عن جد" . ولكن، ما هي تلك الادوات؟

:نذكرها في هذه السكتشات


لقطة ل"أبو صابر" ملقى على "سجادة" في "صحن البيت". و"أم صابر" تضع القمامة في كيس. ممَّ تتألف القمامة؟ ورق الثوم وبقايا قشر الباذنجان ونصفي ليمونه ، معصورة حتى الألياف. وأعقاب سجائر. وحفنة من الشعر مما تبقى من شنب "أبو صابر" العزيز


يقهقه جميع من في البيت اذا قال "ابو صابر": "عليّ الطلاق"... ويسمع تعليقات مثل: "كان زمان ...كان زمان" و تصرخ "ام صابر" : "اخرس".... ويتأمل "ابو صابر" بجامة نومه المفرغة من محتواها على حبل الغسيل... قيلولة الظهيرة لم تعد محترمة، وكذلك الشخير و"الشخيط"، والتجهّم المبالغ فيه إذا زاره ضيوف من طرف زوجته، والتعنت في المحادثات مع أهل "أم صابر" بعد الشجار المعتاد... كل هذا صار في "كان يا ما كان"... وعلى "ابو صابر" أن يثق أنه رخو وتافه



"عريسنا زين الشباب .. زين الشباب عاريسنا.. "


"ليلة الدخلة" أصبحت ليلة ككل الليالي، بلا صخب ولا "خطوط حمراء" حتى أن "ديك الصبحية" سكت عن "الصياح المباح" ، ويمكن أن تكتمل الليلة بغياب أبو صابر


أين "أبو صابر" الآن؟ مع الاصدقاء في قهوة الحارة: يتحدثون عن نشوز النساء وعن "كيدهن العظيم" الذي كان تسلية مجالس "البعول" أيام "الصولات والجولات"، وعن "عنتر بن شداد"... وعن ايام "سي السيد" و عن الهيبة المستباحة . وعن جارات "أم صابر" اللواتي خلعن الحجاب في حضرة "أبو صابر": "زي أختنا". وعن "القوافي" و"الأوزان" وعن أيام الزوجات الأربع و"ما ملكت أيمانكم". وعن يا ليت "عنتر" يعود يوما


أبو صابرملقى على "سجادة" بائسة أمام التلفاز يشاهد كأس العالم لكرة القدم "النسائية" ويتنهد: "ساق" الله على ايام "الحريمي"، ويتعثر أولاده به، وهو لا يملك ان يحتج: سبحان مغير الاحوال من حال الى حال


معلومة


قبل خمسمائة سنة وطبقاً للاحصاءات وقتها كان عدد الرجال يشكل 53% من مجموع سكان العالم واليوم الاحصائيات تؤكد ان النساء يشكلن 53% من مجموع سكان المعمورة وأن الميزان الحيوي يميل بشدة لمصلحة النساء بفضل الحروب والمجاعات واساليب الحياة العصرية والابحاث تؤكد ان الازمات القلبية والسكتات الدماغية محجوزة للرجال . مما يعني ان صنف الرجال يتناقص بمعدل ثابت كل مئة سنة وانه اذا استمرت هذه المعدلات فأن الرجل لا يبقى له وجود بعد عشرة آلاف سنة .عن "فريدون الهرمزي" ، مجلة الصوت الاخر


تعليق


عشرة الاف عام !!! ياه ... اللهم الصحة والعافية جيلا بعد جيل ... اّمين اّمين




السبت، 31 مارس 2007

في قمة الرياض ... العرب شحذوا اسلحتهم "لولا" عشق السبايا



ما خفي كان أعظم... هذا ابلغ تعبير عما تسرب من أجندة سرية أقرتها القمة العربية في دورتها التاسعة عشرة التي احتضنتها عاصمة الدفء العربي ، الرياض. الأجندة كما رواها مصدر دبلوماسي رفيع المستوى، أقرت في الجلسة المغلقة أول أيام المؤتمر الثلاثاء الماضي، وفجرت تسريبات نشرت من تفاصيلها حالة ذعر في الأوساط السياسية والعسكرية الغربية.

وعزى مراقبون تحركات قطع عسكرية بحرية أمريكية وبريطانية وفرنسية وقطعان الجيوش الغربية الأخرى إلى سواحل المنطقة العربية إلى معلومات استخبارتية أكدت أن قمة الرياض ستكون قمة الحسم والفتح المبين .

وفي كلمات افتتح فيها القمة قال خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله أنه "لن نسمح لقوى من خارج المنطقة أن ترسم مستقبل المنطقة، ولن يرتفع على أرض العرب سوى علم العروبة"، وقال إن "أول خطوة في طريق الخلاص هي أن نستعيد الثقة في أنفسنا ، وفي بعضنا البعض، فإذا عادت الثقة عادت معها المصداقية، وإذا عادت المصداقية هبت رياح الأمل على الأمة"، وكانت هذه الكلمات المشفرة بحسب ما ترجمته أجهزة الاستخبارات الغربية بمثابة "الكود" لانبثاق فجر جديد على الأمة العربية والإسلامية.


وذكرت الأنباء ان الغرب حشد ترسانته البحرية باتجاه سواحل البحر الأبيض المتوسط ودخلت بارجات حربية عملاقة قناة السويس الى البحر الاحمر للتمركز على سواحل مصر والسودان والسعودية وتمركزت ايضا قبالة سواحل اليمن على بحر العرب بالإضافة إلى انتشار قطعتين من أضخم السفن الحربية الأمريكية على سواحل الخليج العربي ومضيق "هرمز" .

وقد ذكر المصدر ان القادة العرب قرروا في اجندتهم السرية إعلان استقلال القرار العربي من الهيمنة "الانجلوساكسونية" واعلان الوحدة العربية من "المحيط الهادىء الى الخليج الثائر" وهذا القرار يشمل ايضا إنشاء مجلس قيادة عسكرية موحد وتشكيل جيش موحد لكافة العرب ، وتقاسم ثروات العالم العربي بين الاشقاء وصك عملة موحدة لكل العرب وإزالة الحدود ومكافحة تجارة الحشيش والأفيون والخمور التي "تذهب عقول" الشعوب اليائسة من الذل والهوان العربي ، لأن المرحلة المقبلة ستكون مرحلة "الشعوب الصاحية والواعية" وليس "المسطولة والطفشانة " من الواقع .

وقال المصدر إن أكثر ما أثار سخط الحكومات الغربية اكتشاف دوائر الآثار في تلك الدول أن ترسانات الأسلحة التي خزنتها بعض الدول العربية منذ عقود في كهوف تحت الأرض وفي جوف الجبال وفي الأزقة الضيقة واعتقد الغرب أنها صدأت وأصبحت "انتيكات" جرى عليها الكثير من التطوير والتحديث وأصبحت أسلحة فتاكة إذا ما قامت حرب بين "الحضارات" أو ما يسمى حرب "الشمال والجنوب".

ونتيجة هذه الاكتشافات ، احتدم الجدل بين الأوساط السياسية والعسكرية الغربية من جهه وبين الأوساط الدينية اليمينية في تلك الجهة من الكرة الأرضية . فقد ألقى المتدينون باللائمة على المعسكر الاول (الحاكم في تلك الدول) بأنه لم يأخذ تفسير الآية القرآنية الكريمة: "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم.." محمل الجد في تعامله مع العرب والمسلمين .

وإنما اعتمد المعسكر الأول على مقولة: "أن هم العرب كاس ورقاصة وسيجارة"، وكانت النتيجة ترسانات سلاح متطورة وجيوش جسورة وجرارة تشكل "توازن الرعب" وإذا ما وقعت الواقعة فأنها ستأكل الأخضر واليابس ولن تقوم للعالم "الأول" قائمة إلى الأبد.

وما زاد الطين بله أن الاستخبارات البريطانية اكتشفت من خلال أقمار تجسسها أن الأسلحة التي صدرتها الى السعودية في إطار ما سمي آنذاك بصفقة "اليمامة” عام 1981 موجهه بشكل مباشر إلى تل أبيب وواشنطن وباريس ولندن وعواصم أوروبية أخرى . وتبلغ قيمة صفقة اليمامة حوالي 80 مليار دولار وأثارت جدلا واسعا في لندن وعواصم غربية أخرى لما شابها من اتهامات بالرشاوى والفساد طالت مسئولين غربيين وعرب.

وشكلت هذه الصفقة أرضا خصبة للنكات والطرائف في تلك الفترة وركزت على ان العرب يستوردون السلاح للاستعراض والفرجة ولن يستخدموه في اي حرب. بالمقابل كانت مؤسسات دينية ومراكز الضغط اليمينية هناك تحذر من مغبة إبرام صفقات سلاح مع العرب والمسلمين.

واستعرض المصدر الدبلوماسي بعض تفاصيل الأجندة السرية والتي اشتملت على إطلاق صفارة البدء – التي كانت تطلق دائما في سباقات الهجن – لثورة عربية شاملة تهدف الى تحرير كامل التراب العربي من الصحراء الغربية مرورا بدارفور والصومال الى جنوب السودان الى فلسطين كذلك تحرير لواء الاسكندرونة والجولان المحتل الى الجزر الاماراتية التي تحتلها ايران حتى الخليج العربي والجزر اليمنية التي يحتلها "صعاليك" ارتيرياٍ.

وأخطر ما في الأجندة ، والحديث للدبلوماسي الرفيع ، أن القادة العرب قرروا إعادة الفتوحات لإرجاع الأندلس الجريح ,واعادة أمجاد العرب بفتح أوروبا حتى جبال الألب وعقد صلح مع حاكم روسيا على قاعدة "أسلم تسلم أو ادفع بالتي هي أحسن" . تقدم بهذه الخطة الوفد المغربي الذي كان ممثلا بوفد "تخين" غاب عنه الملك محمد الذي كان مشغولا بإعداد الخطة وكان معني جدا "بضربة معلم" خلال القمة خصوصا ان المغرب كان دائما محل انتقاد عربي لتقصيرها في المشاركة حتى في بيانات الاستنكار والشجب التي سادت الأمة منذ أكثر من الف عام .

وأضاف المصدر أن المتحدث الرسمي المغربي تلى اثناء القمة قصيدة الشاعر العراقي الكبير محمد مهدي الجواهري:

فاضت جروح فلسطين مذكرا جرحا بأندلس للآن ما التأما
سيلحقون فلسطيناً بأندلـسٍ ويعطفون عليها البيت والحرم
ويسلبونك بغداد وجلقــة ويتركونك لا لحماً ولا وضما

وهنا انتفض الوفد العراقي –برغم ان تشكيلته تتكون من اولئك الذين اتوا على دبابات الاحتلال – وتبرأ من عمالته للمحتل وطالب بإرسال قوات عربية الى ارض الرافدين لتنظيفها من دنس الاحتلال الامريكي البريطاني الايراني ومن والاهم وإعادة العراق الى "الحظيرة" العربية.

كذلك طالب العراقيون بتحرير مناطق "الأهواز" التي تحتلها ايران. وهنا ، بحسب المصدر ، تلى الوفد العراقي ابيات من قصدة الشاعر العراقي مظفر النواب – الذي كان قبل يوم من قمة الرياض مطلوبا "ميتا" لدى جميع العواصم العربية- "وتريات ليلية" حيث يذكر فيها الأهواز وعروبتها:

من هرب هذي القرية من وطني!!
من ركب اقنعة لوجوه الناس وألسنة ايرانية!!!
من هرب ذاك النهر المتجوسق بالنخل على الاهواز
اجيبوا
فالنخلة ارض عربية
حمدانيون! بويهيون! سلاجقة! ومماليك
اجيبوا فالنخلة ارض عربية

وساد الصمت بين الحاضرين ، والكلام ما زال "للرفيع" ، وبعد دقائق دخل 22 رجلا بزي عسكري موحد ، علم فيما بعد انهم يشكلون قادة الجيش العربي الموحد ، يحملون معهم خرائط ووثائق . وأضاف المصدر ان المجتمعين كانوا يجهزون لهذا المخطط الأممي منذ سنين وما كانت الزيارات المكوكية المستمرة التي كان يقوم بها هؤلاء الزعماء لعواصم القرار العربي بدعوى مكافحة الارهاب ونشر السلام بين العرب وإسرائيل سوى "تكتيكات" تهدف الى تشتيت اعين اجهزة الاستخبارات الغربية عنهم. فكانوا يصلون الليل بالنهار للوصول الى استراتيجية عربية موحد للنهوض بالأمة وإعادة أمجاد وهيبة العرب والمسلمين ، كما ذكر المصدر.


وأضاف المصدر أن القادة سجلوا عتابهم على شعوبهم التي كانت تتهمهم بالفساد وتبديد المال العام على سفرات وجولات وسهرات وأملاك خاصة بينما كان الواقع انهم يعدون ما استطاعوا من قوة لتحرير الارض والانسان.

لكن إشكالية بسيطة فجرت خلاف بين المجتمعين ، بحسب المصدر ، حين طرح على جدول اعمال "إستراتيجية الفتح العظيم" قضية توزيع "السبايا" فتعنتر الجميع وكل واحد صار يغني على ليلاه ، فاختلف العرب وتفرق الصف وتشتت الشمل لكن اقتراح من العيار الثقيل اصاب الجميع بالذهول لدرجة أن البعض أصيب بنوبات قلبية من شدة الفرح وكأن الفرج جاء مع هذا المقترح السديد الذي نص على "أن يطلب العرب سبايا بالسلام وأن تلغى إستراتيجية الفتح بالقوة" ونال الاقتراح اجماع السادة .


بينما عبر المصدر الدبلوماسي عن دهشته لما آلت اليه القمة ، ذكر مصدر مسؤول ان الغرب نجح في دس كميات هائلة من دواء الفياجرا شديد التأثير في خزانات مياه مكان القمة وفي العصائر المقدمة للقادة وحاشيتهم مما افقد الحضور وعيهم السياسي واستبدلوه بوعي سفلي افقدهم قدراتهم العقلية التي تكورت بقدرة قادر ثم استقرت في منطقة "دنيا" ، يعلم الفلاحون في ارياف هذا العالم العربي أنه اذا "استؤصلت" فإن "المخصي" يصبح أكثر رشدا . ودمتم