الأربعاء، 6 يونيو 2007

أبحث عن شيف

ياسادة يا سيدات مشكلتي تكمن في انني احتار فيما سأكله كل يوم رغم أني أعيش في قاهرة الحمام المحشي والكوارع والفول ، أنسى نفسي مع "طحن" العمل واتحايل على "عصافير" معدتي بكثير من القهوة والشاي، ولأني من أتباع "إصحى بعد الزحمة ونام قبل صياح الديك" فإني أموت حسرة على ضياع متعة المشاركة في الولائم الصباحية التي يقيمها زملائي


أحتار في معدتي ، وبما أني عازب مؤقتا لبعدي عن عائلتي الحبيبة فكل يوم أحاول العثور على فكرة تخرجني من ذلك القرار الصارم والمصيري . نتيجة لذلك اجتمع مع "أنا وبطني وأمعائي" لمناقشة سيناريو الحلقة القادمة من المسلسل اليومي


ففي ذات يوم جوع نويت ككل يوم تناول الوجبة الوحيدة، التي ما إن يأتي وقتها حتى أشعر بالشفقة على حكامنا . فكم هو صعب أن أتخذ قرارا بنوعية الوجبة وما هيتها، فكيف "بمصير أمة" من محيطها الى خليجها


حقا إنها مشقة ومصير ،هي مجرد وجبة لكنها تتطلب من يوما كاملا من التداول والتشاور والتردد، كان الله بعون "اولي الأمر" المعنيين بتوفير سبل العيش الكريم لشعوبهم

بعد نضوج الأفكار وما أن تكون جاهزة لتصاغ على شكل "مرسوم" ، ينشر على شكل إفرازات تبشير لدى معدتي التي وصلت حد "الصوصوه" يصبح الأمر جاهزا فأحدد وجهتي وأنطلق لأنقض على وليمتي


لا أنكر أنني احب العمل صباحا - بالرغم من أني لست "صباحي الهوا" - فهي فرصتي لأتجول بين الزملاء أقتات على ما يسد جوع معدتي ويعفيني من جولة التفكير والتدبير للمعركة المصيرية لتحديد استراتيجية "أين وماذا أكل" هذا المساء


الجميل أن الناس في أرض الكنانة كرماء جدا لدرجة أنهم يعتبرون إطعام الضيف "جهاد" ولأن الجهاد فرض عين فأنا لا أرفض عرضا "ساندويشيا" ... جزاهم الله كل خير


ولأني من هواة الطعام وأعتبره من نعم الله الكبيرة علينا ، فإني دائما أقول أن أروع شيء في الوجود هو زوجة وإبن ومائدة طعام وكنبة افرنجية "اتمطتى" عليها بعد وجبة دسمة من يد حبيبتي


اللهم أدمها من نعمة ... يا كريم