الجمعة، 20 أبريل 2007

الى "فال" موريتانيا .. كل التحية



موريتانيا انجبت "سوار ذهب "جديد زين يد أمة العرب، وللمرة الثانية في معصمها الإفريقي


موريتانيا الفقيره صارت بقرار وطني حرّ، عاصمة الديمقراطية "بجد" في الوطن العربي ، لتصبح حلم يقظة للشعوب المقهورة، وكابوساً مزعجاً لحكام صاروا "قياصرة " لا ينجبون سوى اباطرة


سجل "العقيد اعلى ولد فال" ورفاقه الشرفاء الموريتانيين نموذجاً فريداً ليس للسياسيين فحسب بل وللنفس البشرية بأنه استطاع أن يزهد في السلطة وأن يعف عن توارث البلاد والعباد


أثبت الرجل أنه موريتاني وطني خالص، شكل المجلس العسكري وأعلن أنه سيحكم بهذا المجلس لمدة ١٩ شهرا فقط بعدها سيلم السلطة للمدنيين في انتخابات حرة ونزيهة، وصدق وعده


كان بامكانه حتى أن يتشبث بالكرسي بطرق سلمية لكنه استطاع كبح شهوته أمام لقب "صاحب الفخامة والسيادة والجلالة "، و ترك القصر الباذخ للبيت المتواضع، وأقنع أولاده وأحفاده ومن تبعهم الى يوم الدين أنهم بشر عاديون كسائر العباد وليسوا سلاطين بالجينات، هو بالتأكيد رجل استثنائي رغم زيه العسكري


القادة العرب المشاركين في القمة كان استقبالهم فاترا للعقيد "الثائر" ولد فال، فهو لم يحصل علي الترحيب اللائق بزعيم نفذ وعوده وسلم السلطة لرئيس منتخب ديمقراطيا. كانوا يتبادلون اطراف الحديث والضحكات المدوية بينما كان "فال" وحيدا


اعتبروه كشف سوأتهم واحرجهم امام شعوبهم ، فهو رجل اتى بالديمقراطية التي يرى العرب دعاياتها على التلفزيون كالحليب والرز والكوكا كولا


فهذا الرجل الزاهد سجل سبقاً لزملاءه من الزعماء بأن اصبح بطلاً شعبياً وقوميا محبوباً بدون تلفزيونات وصحافة وحاشية ومواكب ومخابرات وبوليس سري وعلني


يدخل البعض صفحات التاريخ ب"رب رمية من غير رامي"، ويدخل آخرون عن "تخطيط وقمع وقتل وتوريث"، واخرون يدخلونه ب"دونكيشوطية" مفضوحة، لكنهم قليلون هم من يدخلون التاريخ لزهدهم فيه وسعيهم الصادق للهروب منه الى الظل ، فإذا بقرار الهروب يحول اسمائهم الى نقش جميل خالد في التاريخ


اللهم ارزق الامة 22 "فــــــال" ...ونعلم أن ذلك اضعف الإيمان